تحت شعار "لا تغلط غلطتي"، ماذا تقول لي؟
بالأمس أصيب أحد أقاربي في عينه وذهب إلى المشفي وقام بعمل عملية ولم يخبر أحد وتفاجئنا بعد أن عاد إلى المنزل وكنت حينها في العمل ولم أستطع أن أذهب إليه وزاره كل أقاربنا وعرفوا منه أنه عليه أن يذهب في اليوم التالي إلي المشفي لكي يتابع الطبيب نتيجة العملية وعرض عليه الجميع الذهاب معه في اليوم التالي لكنه رفض رفضاً شديداً وأخبرني أبي أنه علي أن أذهب وأحاول إقناعه فقلت له أنه رفض أن يأتي معه أحد فهل سيوافق علي إصطحابي أنا ..!
وقلت في نفسي حتي لو وافق فماذا سأفعل له فقد قام بالعملية وهذا مجرد كشف ، سأذهب لزيارته غداً لأطمئن عليه ..وعندما حان وقت العودة للمنزل في أخر يوم العمل حدثت نفسي إلي متي سأظل هكذا أنا أعلم أنه في أعماقي أني أود المساعدة وأعرف كيف سأقنعه وكل ما يعيقني أني أخشي أن يرفض ..إذن فليرفض وماذا في ذلك فقد رفض من الجميع ثم ذهبت إليه وحاولت إقناعه وتفاجئت أنه وافق بسرعة كأنه كان ينتظرني !!
القصة لم تنتهي هنا بل بدأت للتو ..
ذهبت معه إلي المشفي وأثناء إنتظرنا في الدور كان متعب جداً وذهب في النوم ، وجلست أنا في الإنتظار وكانت هناك إمرأة تجلس أمامي وكانت تحكي للناس بجواري عن حالتها وكيف أنها تحتاج إلي زرع مادة في عينها وأن الطبيبة المعالجة هي في غاية العطف واللطف وأنها تهتم بها حقاً ولكن بالرغم من هذا إلا أنها كانت وحدها تماماً كانت مقبلة علي العمليات وليس معاها أحد ، تعجب الناس من كونها وحيدة في هذا المأزق فأجابت والدموع محبوسة في عينها أن أصدقاءها ألحوا عليها أن يأتوا معها لكنها رفضت ..
نظراً لأنها تراعي مشغالهم وأن أبيها توفي من سبعة أشهر وأمها أيضاً قبل خمسة أشهر وأختها لديها إصابة كبيرة في مفصل ركبتها وقالت أنها أقوى من ذلك وقد مرت بالكثير وحدها وحينها إنفجرت بالبكاء كان قلبي يتقطع ولم أستطع أن أفعل شئ .
كل ما طرأ علي ذهني هو كيف أنني كنت سأترك قريبي يأتي إلي هنا وحده كيف أنني كنت سأصبح مثل أصدقاء هذه السيدة نظرت إلى نفسي نظرة إستحقار وأستغفرت ربي وشكرته علي أنه أراني هذا الدرس الذي لأن أنساه حتي الممات ولن أتردد مرة أخرى في تقديم المساعدة لأحد ، لو لم أستطع أن أساعده بشئ فعلي الأقل سأظل معه لأحميه من شعور الوحدة .
لست معتاد علي أن أكتب مواقف تحدث معي في حياتي اليومية لكن كتبت هذا لعلها تكون رسالة من الله لشخص ما سيتيقظ من غفلته كما أستيقظت أنا .
عن أَبي ذرٍّ قَالَ: قَالَ لي رسولُ الله ﷺ: لا تَحقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوف شَيْئًا، وَلَو أنْ تَلقَى أخَاكَ بوجهٍ طليقٍ .
فبالله عليكم لا تترددوا في مساعدة الناس مهما كانوا يظهرون أنهم أقوياء ولا يريدوا مساعدة ولو كانت هذه المساعدة لاشئ من وجهة نظركم يكفي أن تكونوا بجانبهم فقط .
أسأل الله أن يجعلنا عوناً للناس ✨
تعليقات
إرسال تعليق